من روائع الحكيم أوشو
إنني في حالة صعبة جدًّا. فمنذ اليوم الذي دخلت فيه حبُّ الله اختفت الكراهيةُ من داخلي. لذلك حتى لو أردتُ أن أكره فلن أستطيع؛ حتى لو أتى الشيطان أمامي لا يسعني إلا أن أحبَّه! ليس لدي أي خيار آخر، لأنني قبل أن أستطيع أن أكره أحتاج إلى وجود الكراهية في داخلي، وبغير ذلك لا أستطيع
من المستحيل أن يتعايش الحب مع الكراهية في القلب نفسه. إنهما متناقضان تمامًا تناقُضَ الحياة والموت. الحب والكراهية لا يمكن لهما أن يوجدا في القلب نفسه أبدًا
أنا هنا لي أساعدك لي إدراك السكينة في روحك. هذه ليست تعاليم ولا عقيدة، ولا حتى قانونًا دينيًّا محددًا. لهذا أستطيع أن أقول أيَّ شيء، أستطيع أن أناقض نفسي في الليلة الواحدة مئات المرات فلا توجد فلسفة تصف الحقيقة المطلقة أن كلَّ ما أقوله ليس هو الشيء الذي أريد أن أقوله لكم. فكلُّ ما أقوله لا يفعل شيئًا مع الحقيقة لأن الحقيقة لا يمكن أن تُقال. كل ما أقول ليس إلاَّ طَرْقًا على الباب! وعندما تصبح واعيًا سوف ترى الحقيقة. ماذا أريد؟ أريد أن أرى القوة والسلام في كمالهما، أريد جمعًا وانسجامًا بين الدين والعلم. وبهذا يولد فردٌ مثالي لثقافةٍ مثلى
إن الفرد ليس جسدًا أو روحًا، إنه توحيدٌ للاثنين معًا. لذلك فإن أيَّ شيءٍ يعتمد على أحدهما بمفرده يكون ناقصًا
لستُ هنا لأجعلك تفهمني! أنا هنا لأساعدك على أن تفهم نفسك. عليك أن تراقب عن كثب أفعالك، علاقاتك، أحوالك ومزاجك، أن تراقب حالتك عندما تكون وحيدًا وعندما تكون مع الناس، كيف تتصرف، كيف تنفعل... هل ردود أفعالك شرقية أم غربية؟ هل هي نمط متحجِّر من الأفكار، أم أنك عفوي، تلقائي، مسؤول؟ راقب هذه الأشياء كلَّها، استمر في مراقبة فكرك وقلبك. هذا ما يجب أن تفهمه، هذا هو الكتاب الذي يجب أن تفتحه. أنت كتاب غير مفتوح بعد
الحياة كريمة جدًّا. كل ما عليك هو أن تكون مُتلقِّيًا. لكن لا تنتظر أية مكافأة! أريدك أن تكون بريئًا تمامًا من كلِّ فساد وتلوث فكري. ليكن عقلك صامتًا ومحبًّا، منتظرًا للمزيد أن يأتي. الحياة واسعة جدًّا، مهما اكتشفنا منها لن نستطيع أن نستنفدها أبدًا! فهي لامتناهية... والسر يكمُن في العمق، فوق الزمان وفوق المكان
أنا كلٌّ مع الأشياء كلِّها... في الجمال، في القبح، في الأشياء كلِّها. أنا لست موجودًا في الفضيلة فقط، بل في الرذيلة أيضًا أنا شريك. وليست الجنة فقط مسكني، بل الجحيم أيضًا. بوذا، المسيح، لاوتسو... من السهولة بمكان أن أكون تابعًا لهم! لكن هتلر وتيمورلنك وجنكيز خان أيضًا في داخلي! لا، لا أنصاف! أنا الجنس البشري بكامله، وكل ما هو إنساني يسكن فيَّ – الورود كما الأشواك، الظلام كما الضياء. وإذا كان الرحيق لي فلِمَن السم؟ السم والرحيق كلاهما لي... كل مَن اختبر هذه الأشياء جميعًا هو بنظري إنسان متديِّن. فعذابات جميع هذه الخبرات وحدها تستطيع أن تُحدِثَ انقلابًا جذريًّا في هذا العالم المجنون
كلما توغل المرء بعيدًا داخل نفسه زاد نضجُه. وعندما يصل إلى مركز وجوده تحديدًا سيصبح ناضجًا تمامًا. ولكن، في تلك اللحظة، يختفي الشخص ويبقى وجودُه! تختفي النفْس ويبقى الصمت، تختفي المعرفة وتبقى البراءة
أنا أيضًا فلاح، وقد زرعتُ بعض البذور. لقد تبرعمَتْ هذه البذور وأزهرت الآن. حياتي بكاملها مليئة بأريج هذه الأزهار، وبسبب هذا الأريج أعيش في عالم مختلف. لقد أعطاني ولادة جديدة... وأنا، منذ الآن، لا أبدو كما ترى العيون العادية. لقد فَتح غير المرئي وغير المعروف أبوابه المغلقة. وأنا أرى عالمًا مختلفًا، لا يُرى بالعين، وأنا الآن أستمع إلى موسيقى لا تستطيع الآذان سماعها. كل ما وجدته وكل ما عرفته متلهِّف، يشبه شلالات الجبال وينابيعها التي تتدفق مندفعةً إلى المحيط
تذكَّر: عندما تمتلئ الغيوم ماءًا فلا بدَّ أن تُمطر، وعندما تمتلئ الأزهار عطرًا فإن عليها أن تهبه إلى الرياح لتنشره، وعندما يضيء المصباح فمن المفروض أن يشعَّ الضوء منه... ليست عندي أية فكرة في أيِّ حقل ستقع ومَن سيعتني بها. كل ما أعرفه أنني من مثل هذه البذور حصلتُ على أزهار الحياة والحياة الأبدية واقتربتُ من الله
وأينما هبطَتْ البذور، في أيِّ حقل، ستتحول تربة ذلك الحقل إلى أزهار الخلود. الخلود مخفيٌّ في الموت، الحياة كامنة في الموت – تمامًا كالزهرة التي تخرج من التراب. لكن الشيء الكامن في التراب لا يمكن له أبدًا أن يظهر في غياب البذور. البذور تجعل الخفيَّ ظاهرًا وتُعبِّر عن المعاني الدفينة
مهما كان لدي، ومهما كنتُ في حياتي، أريد أن أهب نفسي كبذور من الوعي المقدَّس. إن ما نحصل عليه عبر المعرفة والتعلم يُقدِّمه الحب في كَرَمٍ للجميع
.وحده القلب المحب يستطيع أن يلامس قلب الوجود العقل ضحل وسطحي ولا يعرف شيء عن الأعالي والأعماق والحب ليس أكثر من رنين القلب وطنينه
عندما تمتلىء روحك بالقوة سوف تدرك أنك لن تموت أنك أبدي
عندما لا تحب .. تصبح عاجزاً عن الإبداع لأنه بدون الحب لا وجود للخلق
الحب يعطيك البصيرة الأولى باتجاه الأبدية الحُب هو التجربة الوحيدة التي تسمو فوق الزمن... هذا ما يجعل المحبين غير خائفين من الموت
الحُب لا يعرف معنى الموت إن لحظة واحدة من الحُب هي أكبر من الأبدية وكذلك الوجود كله والظاهره المحيره جدا أننا مازلنا نعيش في الظلمة السبب يكمن في أننا لم نراقب أنفسنا إطلاقا
ونستمر في النظر هنا وهناك وتتراكض عيوننا بإستمرار من موضوع إلى أخر لكنها لاتهدأ ولاتصمت لتلتقط ولو ومضة بسيطة من كياننا الخاص مجرد هذه الومضة البسيطة
تحولك و تجعلك تستيقظ عندها لاموت ولاشي يحدك عندها تصبح بلا حدود تصبح حرا وفرحة الحرية لاتنتهي
بمعرفة المرء لي نفْسَه يعرفُ الله، وبالمحبة يصبح الإنسانُ إلهًا في حدِّ ذاته
عندما تغيب عنك الأفكار ويبقى ذهنك صافيًا، عندما لا يكون عندك خيار وتكون لأمر الله مسلِّمًا، عندما لا تكون هناك كلمات ويكون قلبك فاعلاً، عندئذٍ تدخل في الدين الحق. لستُ من الذين يخافون الله، بل أنا من عشَّاقه – فالخوف لن يأخذك إليه، بل سيؤدي بك إلى فراقهِ
ودون أن أشعر فأنا لست بمؤمنٍ ولا بمُعتقِدٍ أيضًا. فالاعتقاد أعمى! وكيف للأعمى أن يأخذك إلى الحقيقة المطلقة؟! مع احترامي للأديان كلِّها، لستُ بتابع لأيِّ دين! لأن الدِّين لا يمكن له أن يقسَّم ويُوضَع في مصنَّفات! إنه دين واحد، أبدي، لا يتجزَّأ، وهو التدين في القلب! والأديان كلها فيها روح واحدة، وهي توصلك إلى جوهرة واحدة
بالأمس، عندما قلتُ ذلك، سألني أحدهم: "إذًا أنت مُلحد؟" لستُ بمُلحدٍ ولا بمُؤمن! إنها مجرَّد اختلافات سطحية وفكرية فقط، لا علاقة لها بالكون أبدًا. فالوجود غير مقسَّم مثل عقلنا المليء بالتناقضات. فمن الفكر فقط تأتي جميع تلك الاختلافات. كلٌّ من الإيمان والإلحاد مصدره العقل ولا يصل إلى المستوى الروحي! الروح تسمو فوق كلِّ شيء إيجابي وسلبي، وتكمُن وراءهما في العمق. في عبارة أخرى، إن الإيجابي والسلبي شيء واحد على ذلك المستوى، وليس هناك خط فاصل بينهما. لا يوجد أي مفهوم فكري يعمل هناك. في الواقع، على المؤمن أن يُسقِطَ إيمانه، وكذلك على المُلحِد أن يُسقِطَ إلحاده... ومن المحتمل إذ ذاك أن يدخلا جميعًا إلى عالم الحقيقة والحق ويهتديا إلى الصراط المستقيم
الفكرتان كلاهما من استحواذ العقل عليك – والاستحواذ عبء مفروض قسريًّا. ليس علينا أن نقرِّر ماهية الحقيقة، لكن علينا أن نتذكرها بوصفها اللحظة التي ينفتح فيها المرءُ على نفسه. وعندئذٍ: "مَن عرف نفسَه فقد عرف ربَّه
مَن يقدر أن يرمي جميع قراراته الفكرية والمفاهيم المنطقية وجميع الافتراضات والهواجس يصل إلى براءة طفولية يفتح فيها نفسَه على الحقيقة كما تفتح الزهورُ بتلاتها على النور. وفي هذا التفتح، تصبح الرؤية الحقيقية ممكنة، ولن يرى المريد إلا نورًا في نور. وهكذا فإنني أُسمِّي الرجلَ بـ"المتديِّن الحق" إذا لم يكن مؤمنًا ولا ملحدًا. التديُّن هو قفزةٌ كبيرةٌ من فكرة التعددية إلى الوحدة والتوحيد، إلى رؤية الله في كل الأشياء والمخلوقات
إن التأمل هو أن تضع العقل جانبا بحيث لم يعد بإمكانه أن يتدخل بالواقع عندها يمكنك أن ترى الأشياء على حقيقتها
عندما تغيب الأفكارُ ويبقى ذهنك صافيًا، عندما لا يكون عندك خيارٌ وتكون لأمر الله مسلِّمًا، عندما لا تكون هناك كلمات ويكون قلبك فاعلاً، عندئذٍ تدخل في الدين الحقيقي
الخوف لن يأخذك إلى الله، بل الحب سيجلبه إليك
يا أخي الشجاع، هل تعرف أن الحكمة والشجاعة كلها تكمن في حبة الرمل التي تكاد لا تراها على شاطئ البحر؟! نعم، إنها الشجاعة الحقيقية النابعة من الثقة بالوجود وبالموجِد. تأمَّلْ رمال الشاطئ المتناثرة في موج البحر، كيف تروح جيئةً وذهابًا مع تلك الأمواج، من دون مقاومة أو خوف، بل بكلِّ سلام وتسليم، وكأن البحر يغازل حبة الرمل ويداعبها مع كلِّ موجة – إنه التناغم المطلق في الطبيعة، في كلِّ ذرة وكلِّ كون. هنا تجد الشجاعة الحقيقية في البحث عن الحياة ذاتها، لا بالعودة إلى الماضي الميت أو الغوص في وهم المستقبل. إنها الآن وفقط الآن، في هذه اللحظة الحاضرة التي تبدِّد الزمان والمكان إلى روح الإنسان، بأن تقول نعم للوجود الذي يحتضنك، كما يقولها الطفلُ لأمِّه، كما تقولها الشجرةُ للأرض والرياح والشمس، كما تقولها السمكةُ للمحيط... كل خلية في جسمك تقولها أيضًا؛ وأنت كذلك، من أعماق قلبك، كالعاشق الذي يفتح قلبه وروحه للمعشوق، فتزول الحواجزُ والحدودُ كلُّها، للاَّمحدود في هذا الوجود، وقبله، وبعده
إن جذور الإنسان ممتدةٌ عميقًا في الوجود كـ"شجرة مباركة". فلماذا تقاوم الحياة؟! لمن هذه الـ"لا"؟ أهي لأمِّك الأرض؟ أم للسماء الزرقاء التي تحلِّق روحك فيها؟ أم للشمس التي تغتسل بنورها؟
من الحطام تنبثق الحياة.. ولا أدري أينا الحطام أنا... أم الحياة
مَن يقاوم الحياة يَمُتْ رويدًا رويدًا. هذه الحياة تتدفق فيك مع كلِّ نَفَس، تنعش قلبك كلَّ لحظة وكلَّ آن... فكن ناي الحياة يعزف لحنًا إلهيًّا أبديًّا، يا صاحب المكان والزمان
الحياة ليست عقابا بل مكافأة و هدية .. صادقها بجوارحك ففي اللحظة التي تبدأ بمصادقتها سيدهشك كم هي جميلة وشاعرية
كل ما يحدث لك هو مجرد لحظة عابرة ، لا تحتار بها . فإن كانت سارة راقبها ، وإن كانت ألماً فراقبها
السرور يمضي والألم يمضي ، إنها مجرد سحابات تتحرك في سماء كيانك اللامحدود .. السماء لا تتأثر بالسحب
وقد تكون سحابات سوداء أو بيضاء جميلة ليس مهماً ، فالسماء تظل سليمة من العطب
الإنسان الشجاع ينظر حوله ويشعر بقلبه، ليرى بروحه أنه جزء من هذا الوجود الواحد، من هذا الكلِّ اللامتناهي، في هذه اللحظة وكلِّ لحظة، فيصمت فكرُه وتطمئن نفسُه في سكينة الساكن في كلِّ جسد وكلِّ أحد، يا واحد يا أحد، ليقولها بكلِّ محبة وثقة: نعم للحياة
إنه مستعد ليغامر بكلِّ شيء عَرَفَه طوال عمره لأجل هذه الـ"نَعم"، لأجل تلك اللحظات التي رشف بها قليلاً من نبع الحياة الأبدية، فيستسلم لماء النهر العذب الصافي الذي يجري رقراقًا، متلألئًا في ضوء القمر والشمس، إلى المحيط الواسع اللاَّمحدود
أصغ إلى قلبك تعلم المزيد عن الإصغاء إليه واتبعه قليل العقل ليس عقلك فهو معطى من قبل المجتمع
الشجاعة الحقيقية هي أن تكون حاضرًا لتغامر بنفسك أيضًا في سبيل نفحة من الحب الصافي. وتستمر المغامرة، حتى بتلك النفحات، إلى أن تفنى في المحبة. لأنك لن تعرف المحبة الحقيقية إلا عندما تذوب تمامًا وتتوحد مع المصدر، مع الأكوان والمكوِّن. هذا هو الفناء في البقاء. فلا تقف متفرِّجًا على الشاطئ مع تلك الكتب والخرائط والاعتقادات المعقَّدة. ارمِها بعيدًا واقفزْ في أحضان المحيط، أحضان الحياة. إن الإنسان يبحث عن الله أو الحياة ضمن حدود معينة، وينسى أنه يبحث عن اللاَّمحدود. فكيف تضع تصورًا مسبقًا أو حدًّا ما لبحثك؟! إنك لن تجده بذلك أبدًا، بل ستراوح مكانك، بتعاستك وبؤسك وقيودك التي تظنها حياةً، بصِلاتك التي تظنها صلةً وما أنت بمكفول ولا موصول، بل في بحور الشيطان تسبح وتجول
هل تظن أنك ستشتري الحياة بالمال الذي تنفقه على مَن تسمِّيهم فقراء ومساكين؟! وهل تحسب نفسك مغامرًا من الدرجة الأولى لمجرَّد ذهابك إلى الجوامع والكنائس؟! إنك تكون كذلك فعلاً عندما تنذر نفسك في سبيل الحياة، بأن تذبح أحلامك وأمنياتك وطمعك على مذبح الكنيسة أو أضحى الأعياد. ثمن الحياة باهظٌ جدًّا، وهو أبعد من معاييرك وحدودك وأفكارك كلِّها التي قيَّدتَ نفسك بها. فإذا كنت تعتقد بأن صَلاتك لدقيقتين قبل أن تنام في ليل أحلامك المكبوتة صلاة، أو بأن تكرارك لبعض الكلمات والأسماء كالببغاء من دون حياة ذِكرٌ، فأنت تضيع فرصتك الوحيدة بأن تتعرف إلى حقيقتك
أجل، "مَن عرف نفسه فقد عرف ربَّه". وإذا لم تتحلَّ بالشجاعة والإرادة الكاملة لخوض هذه المغامرة ستبقى ذاك المخادع الذي يخدع نفسه والآخرين دون أن يدرك ما يفعله، وكل ما يجنيه في النهاية وَهْم في وهم، كبرياء وتكبُّر، أنانية توحي إليك بسعادة زائفة مؤقتة. كل ذلك يسكن رأسك الذي يضيق بالأفكار والأدوار، حتى لم يبقَ لك دورٌ ولا دارٌ في الحياة الحاضرة ولا في الآخرة، ولا في هذا "الآن" المقدَّس الأبدي
يا أخي، الدين الحقيقي أو الصلاة الحقيقية تكون بالحضور والوصل – هذه الحضرة والوعي الصافي الذي يستمر كلَّ لحظة وكلَّ ثانية
المسألة ليست مسألة فعل أو القيام بشيء، بل هي مسألة تسليم وحضور في الآن. إن الأفكار والاعتقاد والانعقاد بالعقد يقطع تدفُّق الحياة – تلك الحياة التي تزهر في قلبك وتراها في عيون الآخرين، فتشاركهم بها بكلِّ حرية ومحبة. وهذا هو التدين الحقيقي والمحبة الحقيقية. وفي النهاية يقفز الشجعان في محيط الحياة، بينما يبقى الجبناء على رصيف الانتظار والدمار، حيث لا نمو ولا عمار. فمن أيِّ نوع أنت؟
لتعرف الوجود يجب أن تكون وجوديًّا. أنت لست كذلك، بل تعيش في الأفكار، تعيش في الماضي أو في المستقبل، لا تعيش هنا والآن. ولذلك يبرز السؤال: تظن أنك تعيش، لكنك لا تعيش، تظن أنك تحب، لكنك لا تُحب؛ أنت فقط تفكر في الحب، تفكر في الحياة، تفكر في الوجود. وهذا التفكير هو السؤال، هذا التفكير هو الحاجز. ارمِ الأفكارَ كلَّها وانظر: لن تجد سؤالاً واحدًا، فما يوجد هو الجواب فقط
لذلك أصرُّ دومًا أن البحث الحقيقي ليس عن الجواب، البحث ليس لكي تجد جوابًا عن سؤالك؛ بل يجب أن تفكر فقط كيف تطرح عنك الأسئلة، كيف ترى الوجود والحياة من دون تساؤلات الفكر. هذا هو معنى الثقة بالكون ومُبدعه، هذا هو أعمق معنى للثقة والتسليم: أن تنظر إلى الوجود بذهنٍ خالٍ من الأسئلة. أنت تنظر في بساطة، ليست لديك أية فكرة كيف تنظر إليه، لا تفرض عليه شكلاً معينًا، ليس لديك أي حكم مُسبَّق، تنظر في بساطة وبعينين مجرَّدتين، مكشوفتين، لا تغطيهما أية أفكار، أية نظريات، أية معتقدات، تنظر إلى الوجود بعينَي طفلٍ صغير. وعندئذٍ، فجأة، لا يوجد إلا الجواب
في الوجود ليست هناك أسئلة. الأسئلة تأتي منك أنت، وسوف تظل تأتي وتأتي... ويمكن لك أن تُكدِّس الكثير من الأجوبة كما يحلو لك. لكن تلك الأجوبة لن تساعدك. عليك أن تصل إلى الجواب؛ ولتصل إليه عليك أن تطرح عنك الأسئلة
عندما يخلو الذهن من الأسئلة تصبح الرؤية واضحة، وذهنك صافيًا، وأبواب البصيرة تصبح نظيفة ومفتوحة. وفجأة، يصبح كل شيء شفافًا. تستطيع أن تغوص في العمق حيثما نظرتَ؛ فنظرتك تخترق إلى المركز، إلى الجوهر. وهناك، فجأة، ستجد نفسك في كلِّ مكان. ستجد نفسك في صخرة إذا نظرت إلى العمق، العمق الكافي. عندئذٍ يصبح المُشاهِد هو المَشهود، والناظر يصبح المنظور، والعالِم يصبح المعلوم
إذا نظرت في عمق إلى صخرة، إلى شجرة، إلى رجل أو امرأة، وتابعت النظر في عمق، تصبح تلك النظرة حلقة، تبدأ منك، وتمر عبر الآخرين، وتعود إليك ثانية. كل شيء شفاف جدًّا، لا شيء يمنعه. الشعاع يذهب، يشكِّل حلقة، ويعود ليقع عليك. لذلك فإحدى أعظم العبارات في كتب الأناشيد هي "الحلقة كاملة": أي أن المتعبِّد مع الله واحد، الطالب مع المطلوب واحد، السائل هو نفسه يصبح الجواب
في الوجود لا توجد أسئلة! لقد عشتُ فيه زمنًا طويلاً حتى الآن، ولم أصادف سؤالاً واحدًا، ولا حتى تساؤلاً. للحياة جمالها الخاص: لا شكوك تبرز في الذهن، ولا ظنون تحيط بك. لا يوجد أي سؤال داخل كيانك. فأنت لست مجزَّأ، بل كلٍّي. البداية هي النهاية
والجمال كلُّه في البداية، لأنك حين تبدأ بالتحرك تكون النهاية – "السقوط في المحيط" – قد تقرَّرت. البداية كانت بين يديك، لقد كانت حريتك؛ لذا فإن الجمال يكمُن فيها. "السقوط في المحيط" ستكون له غبطة عظيمة، لكنه ليس في يدك. ما كان بين يديك هو البداية؛ وأنت استجمعت الشجاعة، وقفزت من حالة الركود والموت إلى حالة كائنٍ حي، يعيش، يغني ويرقص. فمَن ذا يهتم متى سيأتي "المحيط"؟! حسبك البداية، وهي أكثر من كافية – لأن "السقوط في المحيط" أصبح تلقائي الحدوث. لقد بدأت الرحلة. فابتهجْ بها، لا تفكِّر بالغد. اليوم، في حدِّ ذاته، يكفي. إنه هبة ونعمة وبَرَكة
أنت المحيط – فما الذي ستجنيه من السقوط في المحيط؟! الأمر، في بساطة، هو أن ندرك أن الماء، في قطرة الندى أو في أكبر محيط، من الطبيعة نفسها. كل قطرة ندى تحتوي محيطات بداخلها، والمحيطات كلها تكونت من قطرات الندى. المريد الحقيقي لا ينشغل بالهدف؛ المريد الحقيقي يهتم بالبداية الصحيحة. وأنت مُبارك لأن البداية الصحيحة قد حدثت. أما متى يصل القارب إلى الشاطئ الآخر فاعلم أنَّ لا وجود للشاطئ الآخر! ليس هنالك إلا شاطئ واحد. فالمسألة لا تتعلق بالوصول إلى مكان ما بقدر ما هي مسألة صحوة، الآن وهنا. يجب على الصحوة أن تكون دائمًا الآن وهنا
أما "القارب" الذي أتحدث عنه فهو في الحقيقة ليس بقارب. إنني أتحدث عن تحوُّلك إلى إنسان واعٍ، أي أن تصبح أنت القارب! عندما ننام نكون في المكان الذي نريده أو الذي قُدِّر لنا أن نكون فيه
البشر يحلمون بدخول الجنة، إلا أنهم يغطون في نوم عميق؛ وهذا ما يمنعهم من دخولها. ومع الوقت، تصبح تلك الأحلام هي الحقيقة في نظرهم؛ أما الحقيقة الصافية فهي تتلاشى وتتحول إلى كذبة
يمكن للإنسان أن يصبح تدفقاً هائلاً .. وربيعاً دائماً .. فقط علينا التناغم
لستَ في حاجة إلى الذهاب إلى أيِّ مكان. فالتأمل ليس رحلة في الفضاء، ولا رحلة في الزمن، بل هو وعي آني. إذا استطعتَ أن تكون صامتًا الآن فهذا هو الشاطئ الآخر. إذا استطعتَ أن تُلزِمَ عقلك بالتوقف وعدم العمل فهذا هو الشاطئ الآخر. إلا أن العقل ذكي جدًّا ومخادع كبير: فهو يحرِّف التعاليم العظيمة كلَّها ويقفز فوق الكلمات ويمسك بها، ثم يبدأ بإعطاء معاني جديدة لها ليست في الواقع معانيها الحقيقية. نعم، لقد تحدثتُ مرة عن "الشاطئ الآخر"، وربما التقط عقلُك كلمتَي "الشاطئ الآخر"، إلاَّ أنك أسأتَ الفهم. كن واعيًا، وهذا "الشاطئ"، أي الوعي، سيصبح الشاطئ الآخر، وهذه اللحظة ستصبح الحياة الأبدية، وهذا المكان بالذات سيصبح الجنَّة
تذكَّر: الوعي ليس في حاجة إلى وقت، ليس في حاجة حتى إلى جزء من الثانية لكي يحدث. إنه يتحقق برغبة جامحة تظهر بداخلك، نوعية شديدة من الشوق يحوِّلك إلى نار ملتهبة لتحترق معها! ومن خلال تلك النار فإن القديم فيك سيذهب والجديد سيأتي، على الرغم من أن "القديم" لم يكن موجودًا أصلاً في داخلك، بل أنت فقط اعتقدتَ بوجوده! و"الجديد" كان في داخلك منذ الأزل، إلا أنك نسيت ذلك. لا وجود لحقيقتين في هذا العالم. إنها حقيقة واحدة موحَّدة. فلا تفر من نفسك، لا تذهب إلى كهوف الهماليا ولا إلى أيِّ مكان آخر، لأن عليك أن تصبح واعيًا في مكانك بالضبط. وفي الحقيقة، أسهل عليك أن تصبح واعيًا هنا أفضل من ذهابك إلى جبال الهماليا
لأنك إذا كنتَ تعاني في نومك ولاوعيك من كابوس فما في الصحوة سيكون أسهل. أما إذا كنتَ تحلم أحلامًا جميلة فالصحوة ستكون أصعب بكثير: كمَنْ يحلم أنه مع مَن يحب، فيكون إيقاظُه صعبًا، حتى إنك قد تتحول في نظره إلى عدو! أما إذا كان نمرٌ مخيفٌ يطاردك ويريد افتراسك، وكلما اقتربَ منك شعرتَ به يعدو خلفك، عند ذاك تكون في منتهى التسامح والشكر لِمَن يوقظك
في كهوف الهماليا ستحلم أحلامًا جميلة. وهذا ما يفعله النساك في الصوامع: يحلمون بالله، بالملائكة والجنة، بالسلام الأبدي، بينما يتعذب البشر في العالم ويعانون من الكوابيس المزعجة، كوابيس المال والبورصات، كوابيس قوة السياسة والأعمال. لذا من الأسهل أن تصبح واعيًا هنا، وسط هذا المحيط من الناس. لأنك إنْ لم تستطع أن تصبح واعيًا هنا لن تصبح واعيًا في أيِّ مكان آخر. لكن تذكَّر – ودعني أكرِّرها: لا وجود إلا لحقيقة واحدة، لكن في إمكاننا رؤية تلك الحقيقة في مظهرين مختلفين: المظهر الأول: بعينين نائمتين حالمتين، بعينين مليئتين بالغبار – وعندئذٍ فإن كلَّ ما تراه سيكون مشوهًا؛ والوجه الثاني: الحقيقة نفسها يمكن لنا رؤيتها بعيون يقظة وبصيرة مفتوحة – وعندئذٍ مهما يكن ما ترى سيكون حقيقة
كل أحداث حياتكم بدون استثناء حتى اللحظة الراهنة خلقتموها بأنفسكم بمساعدة قناعاتكم على أساس الخبرات الماضية . لقد خلقتموها بمساعدة الأفكار والكلمات التي استخدمتموها البارحة , وفي الأسبوع
الماضي , الشهر الماضي , السنة الماضية , ,10 ., 20 , 30 , 40 سنة مضت , حسب عمركم
إن الشيء الذي نؤمن به يصبح حقيقة ليس مهما ما هي طبيعة مشكلتكم , إنما فقط انعكاس لطريقة تفكيركم
كل طفل هو بريء لكنه لا يدرك ذلك .. والتربية قد تدمر البراءة .كل طفل أتى إلى الحياة معافى ونبدأ نحن والجميع بجرحهم في الحال
أذا أخذنا طفلا يبلغ من العمر ثلاث سنوات , ووضعناه في وسط الغرفة وبدأنا الصراخ في وجهه بملء صوتنا , وقلنا له انه أحمق وماذا عليه أنة يفعل ( حتى بإمكاننا ضربه عدة مرات ) فإن الطفل الخائف إما سينزوي هادئا في إحدى الزوايا أو سيتصرف بصورة سيئة . هذا الطفل لديه احتمالان فقط يتصرف تبعا لهما . لكننا لن نعرف أبدا ماذا بمقدوره أن يفعل في الحقيقة
أما أذا أخذنا نفس الطفل وقلنا له أننا نحبه ونعشقه وانه ذكي وسريع البديهة , وأنه يعجبنا كيف يلعب , ولا غرابة انه يخطئ ( لأن الجميع يخطئ ) , وأننا سنحبه دوما رغم كل شيء , فإنكم لن تتصورا حتى الإمكانات الكامنة في طفل كهذا
في داخل كل شخص بيننا ( بغض النظر عن أعمارنا ) يتواجد حتى الآن طفل كهذا في الثالثة . ونحن كثيرا ما نقضي وقتنا في تأنيب ولعنة هذا الطفل المسكين في داخلنا , ثم نستغرب لماذا يحدث كل شيء في حياتنا بهذا الشكل السيء
الحقيقة تُحرِّر... من أسماء الله الحسنى. ظاهريًّا، قد نرى القسوة في الحياة، لكننا لا نرى اللطف بأعيننا الحسية. عندما يبحث بعض الناس عن الله يقولون: "نريد أن نراه..." قد تشعر باللطف في قلبك، لكنك لا تستطيع أن تراه. بعينيك ترى القسوة والقوة؛ لكن، لترى اللطف، عليك أن تغلقهما. الله فيك، في داخلك. ولترى الله عليك أن تكون خارجه. لكنك فيه وداخله! لن تراه وتُدركه حتى تتحد معه، حتى تصبح أنت الله والله أنت: "وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبُّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها
لكي تصل إلى حقيقة الأشياء، أول ما يخطر ببالك: المعرفة – أن تعرف عنها، عن حقيقتها، أن تعرف عنها ماديًّا بالعلم والمعلومات. فالزهرة، مثلاً، لو نظرتَ إليها بعين العلم المادي، حلَّلتَ كيمياءها وعرفتَ مكوناتها، فاسأل نفسك: هل عرفتها بعد؟ ألم يفُتْك شيءٌ ما لأنك لم ترى جمالها؟ لنسأل العالِم: "أين يكمُن الجمال في الزهرة؟" فيجيب: "ليس فيها جمال. أنتم تتخيلون ذلك، هذا من بنات خيالكم. لقد فتتُّها وحلَّلتها قطعة قطعة، وهاكم ما وجدتُ: هذه الجزيئات هي التي تشكِّل الزهرة. الذرات، فيها دقائق وشحنات، ولكن لا جمال فيها مطلقًا." من منَّا لا يرى الزهرة جميلة؟! حتى عالِمنا العظيم، في لحظة شاعرية، سيهدي زوجته زهرة! لن يهديها مواد كيميائية مرصوفة على شكل زهرة! سيهديها جمالاً كامنًا في الزهرة. ولكن عندما يتخذ دورَ العالِم يبدأ بالإنكار، لأن الجمال لا يُرى بالعين المجردة، ولا يساعدك المجهر على تقصِّيه، بل قلبك العاشق، يا إنسان! الشاعر يجلس قرب الزهرة، يغلق عينيه، يراها في داخله، ثم يصبح هو الزهرة ذاتها – وهكذا يعرف ماهية الزهرة! هذا هو الحب والعشق. عندما ترى امرأة، تراها من الخارج، ترى طولها وعرضها، وقد تسألها عن بلدها واسمها، لكنك لم تعرفها بعد. أما إذا عشقت هذه المرأة فستعرفها، ستعرف روحها، جمالها؛ عندما تحبها، لا يبقى أي شيء اسمه "أنت" أو "هي"، بل وجودكما المشترك
تعلموا كيف تعاملون الشك كصديق وليس كعدو , واشكروه على أسئلته التي يطرحها عليكم
إن أفكارنا لا تملك أي سلطة علينا إلى حين أن نخضع لها أنفسنا , الأفكار بحد ذاتها لا قيمة لها ... نحن من يكسبها القيمة
الله هو "اللطيف". فلا تبحث عنه بفظاظة، بل حاول بطُرُق جديدة، بطُرُق غير مباشرة، أن ترى الله كجمالٍ وحبٍّ مقدَّس. لا تكُن مفكِّرًا شكَّاكًا، بل شاعرٌ حساس؛ وبدلاً من تشريح الأشياء، اتَّحدْ معها لكي تفهمها. عند ذاك سترى الله! لن تراه بإرادتك، ولن تراه كشخص ماثل أمامك، بل ستُدرك أنه أنت، وأنك هو، وأن روحك جزء من نوره الصافي. لن تراه محيطًا بك فحسب، بل ستراه في قلبك وكيانك كلِّه، تحيط به ويحيط بك، فوق المكان وفوق الزمان، فوق إدراكنا المادي الضيق، وستصل إلى قول الحلاج: "أنا الحق" – هذه الأنا الكونية التي عبَّرت عن موت الأنا الصغرى واتحادها مع الخالق
كلُّ ما هو جميل في هذا الوجود هو الله. كلُّ ما فيه من بهاء وعظمة هو الله. أينما رأيتَ الجمال فهو مقدَّس؛ أينما رأيتَه فانحنِ واسجد تقديسًا له – فهذا من الله. "الله جميل ويحب الجمال." والجمال ليس حِكرًا على شيء دون آخر. قد تراه في وجه إنسان، في زهرة، في نجمة. فأينما وجدتَه وأحسستَ بروعته، بالعظمة الكامنة فيه، قِفْ قليلاً، خُذْ من وقتك لتتأمل فيه – وسيُفاجئك! كلما ازددتَ إدراكًا للجمال تزداد قُربًا من الله وترى البهاء في كلِّ مكان، ترى عظمة الخالق في كلِّ شيء. وفي الحقيقة هذه العظمة موجودة في كلِّ شيء وفي كلِّ مكان. حتى في الصخر الجامد تكمن العظمة، وهي تنتظرك لكي تكتشفها. عيناك اللتان تشعَّان بالحبِّ ستريان الحجر جميلاً وستكتشفان جماله الباطني
عندما تبحث عن الجلال والعظمة في الأشياء ستراها في كلِّ مكان وسيختفي القبح من حياتك تدريجيًّا. وفي الحقيقة، ليس هناك من شيء بشع، لأن الله – الجمال الصافي – هو الذي خلق كلَّ شيء، خلقه على صورته، على جماله. أما القبح فهو فهمنا الخاطئ؛ القبح هو سوء فهمنا للأشياء ونظرتنا السطحية إليها
عندما تبحث عن "ذي الجلال" ستراه في كلِّ مكان، ستراه في البرق، وستسمعه مع الرعد، ستحس به يغسلك بالمطر، ستسمعه في الصمت والصوت، وسترى الأمور على حقيقتها لأول مرة: لا إله إلا الله! المعبد والمسجد في قلبك. وأنت في هذا الكون، في المعبد الأكبر، تسجد في كلِّ لحظة لـذي الجلال والإكرام
الألماس في الداخل ونحن في الخارج .. إنه جزء من كياننا لكننا نبحث في كل مكان عدا ذلك المكان فيكون البؤس والإحباط واليأس
في الإنسان مجد عظيم مختبئ في داخله . بهي هو الإنسان ، لكن بهاءه مسجون
ولا بد من إطلاق البهاء
إنه تماماً كبذرة تحتفظ بآلاف الأزهار المتوارية فيها
التي تحتاج لمساعدة الجنائني وبحاجة للتربة
كما تحتاج البذرة إلى قليل من الشجاعة حتى تدك حصونها
ادخل إلى نفسك وتناغم عندها .. سيكون فرح عظيم لا نهاية له عندها فقط تكون الحياة ذاب معنى ، وليس قبل ذلك أبدا
انظر أكثر فأكثر لكل ما يدور من حولك .. راقبه ولا تكن متورطا معه ، فقط كن مراقبا منفصلا . ذلك بالضبط معنى كلمة نشوة : الوقوف جانبا
لآن وهنا هما في وجهان لعملة واحدة وذلك هو الشيء الوحيد الحقيقي وكل ما عدا ذلك هو تخيل أو تذكر
ولد الإنسان كزائر ولم يولد كاملا
الوردة هي وردة ، أما الإنسان فقد يكون ألف شيء وشيء
كل الاحتمالات مفتوحة كل الخيارات متاحة
كرامة الإنسان هيا تفرده : لأنه غير كامل يمكنه أن ينمو ، أن يزهر ، أن يتعلم ، أن يتطور الإنسان سؤال ليس كينونة بل صيرورة هو بحث .. ذلك هو جماله .. و مجده
يعيش الناس على فكرة أن عليهم أن ينجزوا هذا ، أن ينجزوا ذاك ، أن يكونوا هذا ، أن يكونوا ذاك . ذلك يجعلهم متوترين وذلك التوتر الشديد هو سبب الشقاء
يتحدث الناس عن نشدانهم للراحة بينما يجعلهم كل ما يقومون به في مجمل حياتهم قلقين أكثر فأكثر
إنهم يطمحون للعزلة يوما عندها سيكون كل شيء على ما يرام ، ومع الوقت يكون لهم ما أرادوا لكنهم يعتزلون ومعهم حشد من عادات غير مريحة ومربكة ، عندها ماذا ستفعل لهم عزلتهم ؟
الوجود هو ببساطة مرآة : إنها تعكس وجهنا الحقيقي مهما كان .. إذا كنا نغطي وجوهنا الحقيقية بقناع ، فإن القناع ينعكس
لا يوجد شيء ممكنا أكثر من التأمل ، والناس الذين لم يختبروه هم الأفقر في العالم
حتى وان كانوا يملكون جميع ثروات العالم يبقوا شحاذين
على الإنسان أن يتمرد .. التمرد يعني إسقاط الماضي برمته والعيش في الحاضر بدون أي طقوس .. بدون أي عقل وأية معرفة
العيش كطفلا البراءة هي أغلى الأشياء لأن ما هو ثمين لا يمكن أن يحدث إلا للقلب البريء . للماكر لا يحدث شيء . الحب مستحيل والنشوة مستحيلة ، وأي شيء مستحيل عليه . المال ممكن والقوة والمظاهر . وهي كلها أشياء لا قيمة لها . فالموت يدمرها جميعاً
الحياة فرصة .. فرصة لإدراك ذاتك المرء قد يفقدها .. فقدها كثير من البشر وقلة قليلة من البشر بلغوا ذلك وهؤلاء هم من دخلوا عالمهم الداخلي
تحميل كتاب أوشو التسامح
أوشو التسامح.pdf | |
File Size: | 5381 kb |
File Type: |